الجمعة، 9 ديسمبر 2016

دور الإعلام الفضائي والإلكتروني في مكافحة الإرهاب (ورقة علمية)


دور الإعلام الفضائي والإلكتروني في مكافحة الإرهاب

إعداد الباحث: عبدالعزيز بن سعيد الخياط

مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية

ورقة علمية مقدمة

إلى المؤتمر الدولي الثاني: الإعلام والإرهاب،،، الوسائل والاستراتيجيات

6 – 8 ديسمبر 2016م

قسم الإعلام والاتصال كلية العلوم والإنسانية - جامعة الملك خالد

أبها المملكة العربية السعودية

 
1.   مقدمة
يمثل الإرهاب بأشكاله ووسائله كافة ظاهرة خطيرة ازدادت في السنوات الأخيرة في مختلف دول العالم، ولم يُعد لها نطاق جغرافي محدد، أو تنتمي إلى مذهب ديني مُعيّن، فجميع سكان العالم متضررون من هذه الظاهرة، والتي حصدت العديد من أرواح الأبرياء والأطفال وغيرهم. 
ولقد استوعب العالم الغربي أن ظاهرة الإرهاب لا تمثل الدين الإسلامي بمبادئه السمحة؛ لأن بعض دول العالم الإسلامي تضررت من هذه الظاهرة وحاربتها بكل قوة، وظهر هذا جليّاً في البيانات التي تصدر من دول العالم الغربي بعد الحوادث الإرهابية، حيث تم إلقاء اللوم على الجماعات الفكرية المتطرفة.
ومن الملاحظ تنوع وسائل الإرهابيين في السنوات القليلة الماضية، فأصبحوا يستخدمون الإعلام الفضائي والإلكتروني لنشر رسائلهم المتطرفة، وعندهم فرق متخصصة لهذا الغرض.
تأتي هنا أهمية دور الإعلام في توضيح المخاطر المتنوعة للإرهاب، ووسائل الارهابيين في بث سمومهم، مع بيان الطرائق والآليات العلمية المدروسة لمعالجة هذه الظاهرة البغيضة من مختلف جوانبها.
وفي هذه الورقة العلمية سنتناول عدة جوانب تتصل بدور الإعلام الفضائي والإلكتروني في مكافحة الإرهاب.
2. دور الإعلام في المجتمع
لا شك أن للإعلام أهمية في مختلف المجتمعات حتى أصبح لا يمكن أن نتصور أن نعيش بدون وسائل الإعلام، وفيما يلي نستعرض أهم أدوار وسائل الإعلام في المجتمع، انطلاقاً من الإمكانيات التي تمتلكها هذه الوسائل، مراعين الدور الذي تؤديه في خدمة المرافق المجتمعية:
أ-الدور التعليمي والتربوي:
يقول (ولبور شرام Wilbur Schramm) منبهاً لأهمية الدور التعليمي لوسائل الاتصال: إن وسائل الاتصال الجماهيرية تستطيع أن تعاون معاونة كبيرة في جميع أنماط التعليم والتدريب، فقد أثبتت فاعليتها في ظروف عديدة مختلفة في داخل المدارس وخارجها، وأثبتت قدرتها على تكملة العمل المدرسي وإغنائه، وأثبتت قدرتها على التكفل بقدر كبير من مهمة التعليم، وأثبتت قدرتها الفائقة في مجال تعليم الكبار والتدريب على القراءة، ثم إنها كانت عوناً كبيراً فعالاً في التدريب الصناعي والخدمات الفنية وتدريب المدرسين. (شرام، ولبور، 1970م، 187).
ب-الدور الترابطي:
يتم الترابط بواسطة وسائل الاتصال داخل المجتمع على مستويات وأشكال مختلفة، حيث تتحقق المشاركة بين أطراف المجتمع ويتقاسم الناس الهموم المشتركة، ويتعرفون من خلال الصحف والوسائل الإعلامية الإلكترونية على ما يحدث داخل المجتمع للجماعات والأفراد وما يتم طرحه من الآراء والمشكلات التي تتطلب البحث والمناقشة واتخاذ المواقف تجاهها، بالإضافة إلى ما تقوم به المنظمات والهيئات الاجتماعية من عرض لأفكارها وبرامجها سعياً لكسب التأييد والمؤازرة من جانب فئات الرأي العام إلى جانبها. (أبو عرجة، تيسير، 2013م، 27).
ج-الدور الرقابي:
تتمثل وظيفة الرقابة التي تضطلع بها وسائل الإعلام والاتصال بالمسؤولية الملقاة على عاتقها لمساعدة الحكومات على كشف المخاطر التي يتعرض لها المجتمع، وأشكال الفساد الإداري والاجتماعي للقيام بردعه ومحاسبة المسؤولين عنه، والقيام بعمليات الاتصال الصاعد والنازل لكي يتسنى للأجهزة الحكومية التعرف على نبض المجتمع ومشكلاته الحقيقية، بالإضافة إلى إطلاع المجتمع على مجريات الأحداث الداخلية والخارجية. (أبو عرجة، تسير، مرجع سابق، 27).
د-الدور التنموي:
تضطلع وسائل الاتصال الجماهيري بوظيفة هامة تتمثل في خدمة قضايا التنمية، وخاصة في الدول النامية التي تتطلع لمحاربة التخلف وتحقيق النهوض الاقتصادي والتغيير الاجتماعي. وقد أشار عدد من الباحثين إلى أن الاتجاه بالإنسان التقليدي إلى العصرية يتوقف على عدد من المتغيرات هي: التعليم، تبنّي الأفكار المستحدثة، استخدام وسائل الاتصال الجماهيرية، التقمص الوجداني، التطلعات، الدافع إلى الإنجاز، الانفتاح على العالم الخارجي، الإدراك السياسي. (أبو عرجة، تيسير، مرجع سابق، 28)
هـ-الدور الإعلاني:
يهدف الإعلان كعملية اتصالية إلى إمداد المستهلكين بالمعلومات عن السلع والخدمات وخلق الإدراك الكافي عنها لديهم من خلال وسائل واسعة الانتشار، كما يسعى إلى التعريف بالسلع والخدمات والتأثير في اتجاهات المستهلكين المرتقبين وإقناعهم بخصائص السلع والخدمات وحثهم على الاستجابة الشرائية.
و-دور التنشئة الاجتماعية:
يرى (زين العابدين درويش) أن التنشئة الاجتماعية تعني عملية إكساب الفرد الخصائص الأساسية للمجتمع الذي يعيش فيه ممثله في القيم والاتجاهات والأعراف السائدة في مجتمعه ومعايير السلوك الاجتماعي المرغوب في هذا المجتمع، وهي عملية مستمرة عبر زمن متصل تبدأ من اللحظات الأولى من حياة الفرد إلى وفاته. (درويش، زين العابدين، 1999م، 68).
ز-دور تكوين الآراء والاتجاهات:
يسعى الإعلام إلى التأثير على اتجاهات الجمهور؛ لمعرفة مدى قبولهم أو رفضهم أو حيادهم للرسالة التي استقبلوها، وهذه الاستجابة تمثل دليلاً على المواقف التي اتخذها الجمهور في قضية ما.
والاتجاهات تخدم أربعة أغراض هي: وظيفة التكيف مع البيئة، وظيفة الدفاع عن النفس، وظيفة التعبير عن القيّم، وظيفة المعرفة. (الكامل، فرج، 1985م، 98-99).
وتعمل وسائل الإعلام على تكوين الاتجاهات من خلال اهتمامها بالحوار ونشر الآراء والاستعانة بأصحاب الفكر لإثراء النقاشات، خاصة بالقضايا التي تمس شرائح كثيرة في المجتمع.
ح- الدور التوعوي:
تعاني الدول النامية من مجموعة من المشكلات التي يمكن أن نطلق عليها "مشكلات النمو الحضاري" والتي تتمثل في الغالب في ضعف الوعي الصحي أو انعدامه في بعض الحالات وانخفاض مستوى النظافة وانتشار الأمراض والجهل وغياب التعليم وتباين أنماط الاستهلاك وغيرها. هذه المشكلات التي لا يمكن أن تحل إلا بتوافر قدر كاف ودرجة عالية من الوعي لدى كافة المواطنين بطبيعة هذه المشكلات وانعكاساتها السلبية وآثارها السيئة وإمكانيات وطرق علاجها ومواجهتها.
ومن أحد هذه الحلول أن تمارس وسائل الإعلام دورها في التوعية وتبصير المواطنين بهذه المشكلات، مع بيان التصرفات الصحيحة والمناسبة لمعالجة هذه المشاكل.
3.   الإرهاب...تعريفه، أقسامه، أسبابه
3.1         تعريف الإرهاب لغة:
جاء في لسان العرب: كلمة (الإرهاب) مشتقة من الفعل المزيد (أرهب)، ويقال: (أرهب فلانًا) أي: خوَّفه وفزَّعه، وهو المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف (رهّب)، أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رهب يرهب رهبةً ورهبًا) فيعني: خاف، فيقال: (رهب الشيء رهبًا ورهبة أي: خافه، والرهبة: الخوف والفزع). (ابن منظور، 5/337).
3.2 تعريف الإرهاب اصطلاحاً:
لم يتفق العالم على تعريف "الإرهاب" إلا أنه توجد تعريفات مشتركة للإرهاب تشير إلى تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف، ويكون موجهاً ضد أتباع دينية وأخرى سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة غير المدنيين. بعض التعاريف تشمل الآن أعمال العنف غير المشروعة والحرب. يتم عادة استخدام تكتيكات مماثلة من قبل المنظمات الإجرامية لفرض قوانينها.
وقد عرفت (الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب) الإرهاب بأنه: كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أياً كانت بواعثه أو أغراضه، ويقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى ألقاء الرعب بين الناس، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر. (الصياد، عبدالعاطي، 2002م، 121).
وفي قاموس أكسفورد "Oxford Dictionary" نجد أن كلمة Terrorist "الإرهابي" هو الشخص الذي يستعمل العنف المنظم لضمان نهاية سياسية، والاسم Terrorism بمعنى "الإرهاب" يُقصد به "استخدام العنف والتخويف أو الإرعاب، وبخاصة في أغراض سياسية" (Oxford).
وجاء في كتاب الإرهاب السياسي " أليكس شميد" حوالي مئة وتسعة تعريفاً من وضع علماء متنوعين من جميع العلوم الإجتماعية، بما في ذلك علماء القانون، واستناداً إلى هذه التعريفات المائة وتسعة، فقد أقدم "أليكس شميد" على تقديم تعريف - في رأيه - جمع العناصر المشتركة في غالبية التعريفات: الإرهاب: هو أسلوب من أساليب الصراع الذي تقع فيه الضحايا الجزافية كهدف عنف فعال، وتشترك هذه الضحايا الفعالة في خصائصها مع جماعة أو طبقة في خصائصها مما يشكل أساساً لانتقائها من أجل التضحية بها. ومن خلال الاستخدام السابق للعنف والتهديد الجدي بالعنف، فإن أعضاء تلك الجماعة أو الطبقة الآخرين يوضعون في حالة من الخوف المزمن [الرهبة] هذه الجماعة أو الطبقة التي تم تقويض احساس أعضائها بالأمن عن قصد، هي هدف الرهبة. وتعتبر التضحية بمن اتخذ هدفاً للعنف عملاً غير سوي أو زمن (وقت السلم مثلاً) أو مكان (في غير ميادين القتال) عملية التضحية أو عدم التقيد بقواعد القتال المقبولة في الحرب التقليدية، وانتهاك حرمة القواعد، هذا يخلق جمهوراً يقظاً خارج نطاق الرهبة ويحتمل أن تشكل قطاعات من هذا الجمهور بدورها هدف الإستمالة الرئيسي والقصد من هذا الأسلوب غير المباشر للقتال هو إما شل حركة هدف الرهبة وذلك من أجل إرباك أو إذعان، وإما لحشد أهداف من المطالب الثانوية (حكومة مثلاً) أو أهداف للفت الإنتباه (الرأي العام مثلاً) لإدخال تغييرات على الموقف أو السلوك بحيث يصبح متعاطفاً مع المصالح القصيرة أو الطويلة لمستخدمي هذا الأسلوب من الصراع. (شكري، محمد عزيز، 1991م، 45-46).
3.3         أقسام الإرهاب
ينقسم الإرهاب إلى عدة أقسام كما يلي (مجلة الأمن، 2009م):
أ- الإرهاب السياسي: وهو ما يتعلق بالنزاعات السياسية بين القوى الخارجية.
ب- الإرهاب الاقتصادي: وهو يتمثل في احتكار فئة معينة بالدولة للامتيازات الاقتصادية.
ج- الإرهاب الاجتماعي: الذي يكون نتيجة للتمييز بين فئات المجتمع.
د- الإرهاب العسكري: الناتج عن التهديد عبر القوة العسكرية لإحداث الخوف والفزع.
هـ- الإرهاب الديني: الذي تنتهجه بعض الجماعات المتطرفة.
3.4 أسباب الإرهاب
يمكن تقسيم أسباب الإرهاب إلى بُعدين (محلي، عام)
أ- البعد المحلي: المستوى الداخلي:
1.أسباب تربوية وثقافية. 2.أسباب اجتماعية. 3.أسباب اقتصادية. 4.أسباب سياسية. 5.أسباب نفسية.
ب- البُعد العام: المستوى الدولي، نتيجة لعدة أسباب منها:   
1- ظهور منظمات وهيئات كثيرة في العالم تسجل رسميًا في دولة من دول العالم لأهداف وأغراض إنسانية أو تعليمية محددة، وقد يوجد إمكانية لبعض أفراد تلك المنظمات في سوء استخدام تلك التبرعات.
2- التقدم العلمي والتقني في مجال شبكات الاتصال، الذي مكن أعضاء تلك الخلايا والشبكات الإرهابية من الحصول على معدات وأجهزة فنية متقدمة.
3- التناقضات في موقف بعض دول العالم تجاه ظاهرة الإرهاب.
 4- وجود ما يسمى بحركات المقاومة للفكر السائد في بعض الدول أو للنظام الحاكم فيها.
5- تفشي ظاهرة الفقر والبطالة في كثير من دول العالم. (مجلة البحوث الإسلامية، 1433هـ، 253-255).
4. دور الإعلام الفضائي في مكافحة الإرهاب
4.1 تعريف الإعلام الفضائي وأهميته
يُعرّف الإعلام الفضائي بأنه تلفزيون تقدمه وسائل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ويستقبل بواسطة طبق القمر الصناعي وجهاز فك التشفير، بمناطق كثيرة من العالم، ويتضمن مجموعة واسعة من القنوات والخدمات، في كثير من الأحيان في المناطق التي لا يتوفر بها مزودي خدمات التليفزيون الأرضي أو الكيبل. (ويكيبيديا: تلفاز فضائي).
وتأتي أهمية الإعلام الفضائي لكونه مِن أخطرِ الوسائل تأثيرًا على المجتمعات والشُّعوب، ومِن ثَمَّ فهي مِن المؤثِّرات التي تُوليها الحكومات والجماعات أهمِّيَّةً قصوى؛ نظرًا لتعدُّد القنوات الفضائيَّة، ونظرًا لسُهولة وصول هذا الوسائل إلى قطاعاتٍ عريضةٍ جدًّا من المجتمع، حيثُ تُؤثِّر في عقول النَّاس ونفوسهم، ومِن ثَمَّ تؤثِّر في اتجاهاتهم ومواقفهم التي يتَّخذونها حيالَ كثيرٍ مِن القضايا، يستوي في ذلك الصَّغير والكبير، الغني والفقير، المتعلم والجاهل، كما أنَّ الفضائياتِ لها تأثيرها على السُّلوك والاتِّجاهات، كما يؤثِّر في تنظيم الحياة اليوميَّة، وعلى العَلاقة الأُسريَّة.
وأصبحت القنواتُ الفضائيَّة هي وسيلةَ الاتصال الأكثر انتشارًا، والأوسع مدى، والأكثر جذبًا وإغراءً؛ لجمعها بين الصَّوت والصورة، والضَّوء واللَّون والحركة، وقد حوَّلتِ الفضائياتُ الإعلامَ اليوميَّ من مجرَّد نقل المعلومات والأفكار إلى الإسهام الفِعلي في تكوين الحياة في أبعادها السِّياسيَّة، والثَّقافيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة؛ لِمَا لها من قُدرة على التَّأثير في الاتِّجاهات لدى الأفراد والجماعات، أو تعديلها، أو تغييرها. (الحوشاني، منيرة، 2012م).
4.2 وسائل الإرهاب الفضائي
تتمثل وسائل الإرهاب الفضائي في عدداً من الأشكال مثل:
أ- إنشاء القنوات الفضائية الداعمة للإرهاب والتطرف والفتن والطائفية.
ب- تقديم الدعم المالي والفني والبشري للقنوات الإرهابية.
ج- نشر مواد إعلامية للإرهابيين على سبيل التأييد.
د- نشر مواد عن الإرهاب على سبيل التأييد.
4.3 دور الإعلام الفضائي في مكافحة الإرهاب
في البداية يجب أن نعلم أن الإعلام الفضائي يعاني من ناحية صعوبة تحديد موقف واضح تجاه عملية بث أو عدم بث الصور المرعبة التي تنتج عن الأفعال الإرهابية، وهذه الصعوبة تجلت بوضوح في أعمال إرهابية سابقة في أميركا وفرنسا. (تامي، نصيرة، 2015م، 307).
وقد حددت معظم الدراسات والبحوث الأكاديمية التي تناولت دور الإعلام في التصدي للإرهاب على تعريف هذا الدور بأنه "تلك الممارسات الإعلامية الأمنية المتخصصة التي تقوم بها إدارات الإعلام في الأجهزة الإعلامية المتخصصة في مواجهة الإرهاب". (مصطفى، هويدا، 2009م، 255).
ويتحدد دور الإعلام الفضائي في التصدي لظاهرة الإرهاب من خلال المحاور التالية:
أ- دور القنوات الفضائية في نشر الأخبار والمعلومات عن الإرهاب.
ب- مساهمة الإعلام الفضائي في تحليل ظاهرة الإرهاب محلياً ودولياً.
ج- تأثير القنوات الفضائية في تكوين رأي عام مضاد ورافض للإرهاب.
د- دور الإعلام الفضائي في التمييز بين مفهوم الإرهاب والمقاومة الوطنية في إطار ما يحدث دوماً من خلط بين المفهومين. (مصطفى، هويدا، مرجع سابق،220-221).
 ويرى هاشم الزهراني بأن الإعلام تكّمن أهميته بما فيه الإعلام الفضائي في مواجهة ظاهرة الإرهاب من خلال الأمور التالية:
أ- إمكانية رصد الظواهر الإجرامية والأنشطة الإرهابية على الصعيدين المحلي والدولي، وتحليل مدلولاتها للتوقع والتنبؤ بها مستقبلاً لمكافحتها.
ب- نشر معلومات صحيحة عن الإرهاب؛ لتوعية المواطن بإتخاذ كافة التدابير الوقائية، مع عدم إتاحة الفرصة للإعلام المُعادي من أجل تضخيم الأحداث وترويج المعلومات الكاذبة التي يحقق من ورائها الإرهابيين الدعاية لأعمالهم.
ج- قياس إتجاهات الرأي العام نحو الجماعات الإرهابية وتأثيرها على المجتمع وأسلوب مواجهتها.
د- بيان المجتمع بالأنظمة والقوانين المتعلقة بالإرهاب، وكيفية الاستفادة من الإعفاء والمصالحة الوطنية، وخطوات إعادة دمجهم في المجتمع.
هـ- المساهمة في حث المواطنين على اتخاذ مواقف سلبية ضد الإرهاب والإرهابيين. (الزهراني، هاشم، 2002م، 66-69).
ومن طرائق تصدي الإعلام الفضائي للإرهاب التوسع في نشر مواد تحث على الحوار والتوافق وتقبل الآخر، وكذلك إعداد برامج وأفلام ومسلسلات تتناول ظاهرة الإرهاب بشكلها السلبي، ونشر اعترافات المقبوض عليهم والأشخاص الذين قاموا بتسليم أنفسهم.
ويعتقد الباحث بأنه ليتمكن الإعلام الفضائي من التصدي لظاهرة الإرهاب فيجب عمل التالي:
أ- تفعيل دور المتحدث الأمني، والذي يُعبر عن وجهة النظر الرسمية تجاه الأحداث.
ب- ضرورة حث وسائل الإعلام لتقديم مواد إعلامية تحليلية ونقدية تتناول مختلف الجوانب.
ج- إبراز الإعلام للجهود المحلية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.
د- توفير قاعدة بيانات[1]  تتضمن كل ما يتعلق بالإرهاب؛ بغرض سهولة إعداد المواد الإعلامية.
5. دور الإعلام الإلكتروني في مكافحة الإرهاب
5.1 تعريف الإعلام الإلكتروني
عرّف الدكتور حسنين شفيق (الإعلام الإلكتروني) بأنه مرحلة من مراحل التطور التقني في وسائل الاتصال التي تعتمد على الوسائط الالكترونية في تزويد الجماهير بالأخبار والمعلومات، ويعبّر عن المجتمع الذي يصدر منه ويتوجه اليه، فهو يشترك مع الإعلام بشكل عام في الأهداف والمبادئ العامة، لكنه يتميز باعتماده على وسائل تقنية جديدة المتمثلة في استخدام الحواسيب الآلية أو الأجيال المتطورة من الهواتف النقالة وتصفح شبكة الانترنت، وهو يركّز على الوسائل المستخدمة في هذا النوع من الإعلام. (شفيق، حسين، 2010م، 53).
 أما اللجنة العربية للإعلام فتعُرف الإعلام الإلكتروني بأنه: (الخدمات والنماذج الإعلامية الجديدة التي تتيح نشأة وتطوير محتوى وسائل الاتصال الإعلامي آلياً أو شبه آلي في العملية الإعلامية، باستخدام التقنيات الالكترونية الحديثة الناتجة عن اندماج تقنية الاتصالات والمعلومات كنواقل إعلامية غنية بإمكاناتها في الشكل والمضمون، ويشمل الإشارات والمعلومات والصور والأصوات المكونة لمواد اعلامية). (ويكيبيديا، إعلام الكتروني).
5.2 تعريف الإرهاب الإلكتروني
يقصد بالإرهاب الإلكتروني العدوان أو التخويف أو التهديد مادياً أو معنوياً باستخدام الوسائل الإلكترونية الصادرة من الدول أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان في دينه أو نفسه أو عرضه أو عقله أو ماله بغير حق بشتى أصناف وصور الفساد في الأرض. (كافي، يوسف، آخرون، 2015م، 147).
الفضاء الافتراضي أو العالم الإلكتروني هو المكان الذي تعمل به أجهزة وبرامج الحاسوب المعلوماتية كما تنتقل فيه المعلومات الإلكترونية. والإرهاب استفاد من تلك التقنيات الحديثة واستغلها لتنفيذ خططهم الإجرامية.
5.3 وسائل الإرهاب الإلكتروني
يعتمد العالم المتقدم على كثير تقنيات الإعلام الإلكتروني، حيث تطورت تقنيات الاتصال والشبكات المعلوماتية، ونظراً لتعدد وسائل الإعلام الإلكتروني فقد تعددت معه وسائل الإرهاب الإلكتروني، ومن وسائل الإرهاب الإلكتروني:
أ‌-      الفيروسات: هي برامج حاسوبية تصمم لإحداث تدمير أو تعطيل في برمجيات الحواسيب دون علم لأصحاب تلك الأجهزة. وهنالك عدة أنواع لهذه الفيروسات الحاسوبية منها ما هو صعب التحديد والآخر سهل التحديد، ومنها ما هو سريع الانتشار والآخر بطيء الانتشار. (العسيري، محمد، والشهري، حسن، 2010م، 4)
ب‌- أنظمة الاختراق (الهاكرز): يستخدم الهاكرز أحد برامج التجسس التي تخوله ليكون الشخص الوحيد الذي يستطيع الدخول إلى أجهزة الحاسب، وقد استغل الإرهابيين هذا الأمر لصالحهم من خلال اختراق أجهزة الحاسب الآلي لأغراض إجرامية.
ج- البريد الإلكتروني: هو خدمة تسمح بتبادل الرسائل والمعلومات مع الآخرين عبر شبكة المعلومات، وتعد هذه الخدمة من أبرز الخدمات التي تقدمها شبكة الانترنت، لما تمثله من سرعة إيصال الرسالة وسهولة الاطلاع عليها.
ويستخدم الإرهابيين هذه الخدمة للتواصل فيما بينهم، وكذلك نشر أفكارهم من خلالها، وقد يخترقون البريد الإلكتروني لمستخدمين آخرين لمعرفة أسرارهم والتجسس عليهم والاستفادة من تلك المعلومات.
د- برامج المحادثات للأجهزة الذكية:
هذه البرامج نعتقد أنها أخذت الضوء من البريد الإلكتروني؛ لكونها تصل إلى الجهاز الذكي فوراً وتضمن وسائط متعددة (صور، فيديو)، ومن هذه البرامج (الوتس اب، تليجرام، سكايبي، وغيرها).
وللأسف تم استغلال هذه التقنيات الحديثة في الأعمال الإجرامية للإرهابيين، من خلال نشر أفكارهم المتطرفة للشرائح التي يستهدفوها، وكذلك نشر مقاطع قبل وأثناء وبعد تنفيذ أعمالهم الإجرامية.
هـ- برامج التواصل الاجتماعي:
هذه البرامج ينطبق عليها ما قيل عن برامج المحادثات للأجهزة الذكية، فهي قد تم استغلالها من قِبل الإرهابيين في نشر سمومهم لكسب المزيد من المتعاطفين، ومن أمثلة هذه البرامج (تويتر، فيسبوك، يوتيوب، انستغرام، سناب شات، وغيرها).
و- المواقع الإلكترونية:
وهي عبارة عن مواقع افتراضية في شبكة الانترنت لنشر معلومات عن جهة عامة أو خاصة أو مواقع تخص أفراداً وتضمن العديد من الخدمات الإلكترونية الأخرى. وقد استغل الإرهابيين هذه الخدمات من خلال إنشاء مواقعهم المتطرفة لنشر أفكارهم أو اختراق وتدمير المواقع الإلكترونية الأخرى.
5.4 دور الإعلام الإلكتروني في مكافحة الإرهاب
كما سبق وأن جاء معنا بأن الإعلام الإلكتروني قد حقق انتشاراً كبيراً في معظم مجتمعات العالم، مما يعطي أهمية قصوى لهذا الإعلام من خلال الاستفادة منه في مكافحة الإرهاب. ويرى الباحث أن دور الإعلام الإلكتروني في مكافحة الإرهاب، يكون من خلال الوسائل التالية:
1.    إنشاء مواقع إلكترونية رصينة – يمكن أن تكون مرجعاً للباحثين والإعلاميين، ويشرف عليها علماء ومتخصصون بمختلف المجالات ذات الصلة - تقدم خدمات إلكترونية متنوعة مثل: (الاشتراك في رسائل البريد الإكتروني، الاستشارات، التواصل مع المسؤلين، وغيرها)، تتناول الإرهاب من جوانبه كافة، وتبيّن مخاطره على الفرد والمجتمع، مع أهمية تحديثها بصفة مستمرة.
2.    إنشاء حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وبرامج المحادثات للأجهزة الذكية تُعنى بمكافحة الإرهاب، ويكون أسلوب الرسائل فيها مناسب لهذه المواقع والبرامج. وضرورة متابعة ما ينشر في موقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالإرهاب والأمن الوطني، مع اتخاذ اللازم حيال وجود مخالفات تتعلق بالإرهاب والأمن الوطني. وأهمية التحديث المستمر والرد والتفاعل مع الزوار والمستخدمين، وعدم تجاهل الرسائل منهم؛ حتى لا تذهب مصداقية تلك الحسابات.
3.    إنشاء قناة في موقع (يوتيوب) وكذلك في (سناب شات)، بغرض نشر مقاطع فيديو عن الإرهاب ومخاطره، وتتضمن المقاطع أفلام توعوية بأساليب تتناسب مع الفئات المستهدفة.
4.    توعية المستخدمين بأهمية استخدام برامج مكافحة الفيروسات، وآلية الاستخدام الآمن لأجهزة الحاسب والأجهزة الذكية، وحثّهم لاستخدام التطبيقات الآمنة، وكذلك التطبيقات التي تسترجع البيانات عند فقدها.
5.    توعية المستخدمين بأساليب الإرهابيين في نشر أفكارهم المتطرفة من خلال برامج التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثات للأجهزة الذكية، وكيفية تقديم البلاغات ضدهم.
6.    أهمية تدريب الإعلاميين للكتابة في الإعلام الإلكتروني بأساليب تتواكب مع هذه البرامج والتطبيقات الذكية سواءً عن جانب الإرهاب أو الجوانب الأخرى.
7.    قيام الصحف الإلكترونية والحسابات التابعة لها بحملات توعوية بين الحين والآخر لبيان مخاطر الإرهاب، وكيفية التصدي له.
8.    حثّ الباحثين وطلاب الدراسات العليا لإجراء البحوث والدراسات عن "الإعلام الإلكتروني والإرهاب" لمواكبة المستجدات في هذا الجانب.
9.    حثّ الجامعات ومراكز البحوث والصحف الإلكترونية والحسابات التابعة لها بعمل الدراسات والبحوث وقياسات الرأي العام إلكترونياً؛ لمعرفة مستجدات المجتمع فيما يتعلق بالإرهاب، واتخاذ اللازم حيال التعامل الأمثل مع النتائج التي حصلوا عليها.
6.   المراجع
·       ابن منظور، محمد (1994م) لسان العرب، دار صادر، بيروت، لبنان.
·       أبو عرجة، تيسير (2013م) الاتصال وقضايا المجتمع، دار المسيرة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، عمّان، الأردن.
·       تامي، نصيرة (2015م) الإعلام الفضائي والإرهاب، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن.
·         الحوشاني، منيرة (2012م) الفضائيات بين الإيجابيات والسلبيات، مقال منشور ومتوفر على الرابط التالي: http://www.alukah.net/culture/0/41242/
·       درويش، زين العابدين (1999م) علم النفس الاجتماعي - أسسه وتطبيقاته، دار الفكر العربي للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، القاهرة، مصر.
·       الزهراني، هاشم (2002م) أثر الإعلام على الإرهاب، ورقة علمية قدمت في المؤتمر العربي الخامس للمسؤليين عن مكافحة الإرهاب، الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، تونس.
·       شفيق، حسنين (2010م) الإعلام الجديد: الإعلام البديل تكنولوجيات جديدة في عصر ما بعد التفاعلية، دار فكر وفن، بغداد، العراق.
·       شكري، محمد عزيز (1991م) الإرهاب الدولي، الطبعة الأولى، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان.
·       العسيري، محمد، والشهري، حسن (2010م) الإرهاب الإلكتروني وبعضاً من وسائله والطرق الحديثة لمكافحته، ورقة علمية قدمت في الندوة العلمية: استعمال الانترنت في تمويل الإرهاب وتجنيد الإرهابيين، جامعة نايف العربية للعلوم والأمنية، القاهرة، مصر.
·       كافي، يوسف، والشمايلة، ماهر، واللحام، محمود (2015م) الإعلام والإرهاب الإلكتروني، الطبعة الأولى، دار الإعصار العلمي للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن.
·       الكامل، فرج (1985م) تأثير وسائل الاتصال الأسس النفسية والاجتماعية، دار الفكر العربي للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر.
·       مجلة الأمن (2009م) جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، العدد (321)، الرياض، السعودية.
·       مجلة البحوث الإسلامية (1433هـ) الفرق بين الجهاد والإرهاب، الجزء السابع والتسعون، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء، السعودية.
·       مصطفى، هويدا (2009م) الإعلام والأزمات المعاصرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر.
·       ولبور، شرام (1970م) أجهزة الإعلام والتنمية الوطنية، ترجمة: محمد فتحي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر.
·       ويكيبيديا، إعلام الكتروني، متوفر من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A#cite_ref-2
·       ويكيبيديا، تلفاز فضائي، متوفر من خلال الرابط الإلكتروني التالي:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B2_%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A
·        Oxford Universal Dictionary, Compiled by Joyce M. Hawkins, Oxford University Press, Oxford, 1981, p. 736